شر موقع “الخليج أونلاين ” تقريرا يوضّح حجم خسائر السعودية في حربها على اليمن والتي قطعت عامها الرابع حيث باتت تعيش تراجعاً حادّاً في اقتصادها.
ولم تعلن السعودية أو غيرها من دول التحالف أيّ تكلفة لعملياتها العسكرية في اليمن، إلا أن تقارير دولية وخليجية تناولت هذه التكلفة المُنهِكة بأرقام متفاوتة. “الخليج أونلاين” حاول عبر رصد وتحليل الأرقام والبيانات الرسمية وغير الرسمية المتعلّقة بالعمليات العسكرية في اليمن للوصول إلى التكلفة الإجمالية لهذه الحرب.
وبحسب تقرير تلفزيوني بثّته قناة “العربية” السعودية، في 2 أبريل 2015، أي بعد 8 أيام فقط على انطلاق عملية «عاصفة الحزم”، فإن التقديرات أشارت إلى أن المملكة قد تنفق نحو 175 مليون دولار شهرياً على الضربات الجوية العدوانية ضد اليمنيين باستخدام 100 طائرة. وأشارت القناة آنذاك إلى أن الحملة الجوية التي قد تستمرّ أكثر من 5 أشهر، ربما تكلّف الرياض أكثر من مليار دولار أمريكي.
وفي أرقام بعيدة عن تقديرات القناة، قالت مجلة “فوربس” الأمريكية، بعد 6 أشهر من اندلاع الحرب، إن تكلفة الأشهر الستة بلغت نحو 725 مليار دولار، أي إن التكلفة الشهرية تصل إلى 120 مليار دولار.
وقال موقع الخليج أونلاين إن تقديراً آخر جاء في دراسة نشرتها جامعة هارفارد الأمريكية، أشارت فيه إلى أن تكلفة الحرب تصل إلى 200 مليون دولار في اليوم الواحد.
وأوضح أن صحيفة “الرياض” السعودية قدّرت أيضاً تكلفة تشغيل الطائرات السعودية المشاركة بالحرب بنحو 230 مليون دولار شهرياً، متضمّنة تشغيل الطائرات والذخائر المُستخدمة والاحتياطية، وثمن كافة قطع الغيار والصيانة وغيرها.
من جانبه قدّر موقع “دويتشيه فيليه” الألماني تكلفة تشغيل الطائرات السعودية المشاركة بالحرب، ويبلغ عددها 100 طائرة، بمبلغ 175 مليون دولار شهرياً. وفي ظل هذه الأرقام التي يصعب إيجاد مقاربة بينها للتكلفة الحقيقية، يمكن قياس العمليات السعودية في اليمن على أخرى شبيهة نُفّذت خلال السنوات القليلة الماضية، وكانت تكلفتها معلنة.
وقال الموقع إن معظم تكلفة الحرب في الحالة اليمنية يستهلكها سلاح الجوّ، فالتحالف العربي لم يتدخّل في اليمن برّياً حتى الآن، وأعلن المتحدث الرسمي باسم قوات “التحالف العربي”، اللواء أحمد عسيري، في مارس 2017، أن عدد الطلعات الجوية التي نفّذها طيران التحالف في سماء اليمن بلغ أكثر من 90 ألفاً.
واعتماداً على هذا الرقم، وقياساً بتكلفة الطلعة الجوية الواحدة للطائرات الأمريكية المشاركة بالحرب ضد تنظيم داعش في سوريا والعراق، التي تُقدّر بـ84 ألف دولار إلى 104 آلاف دولار، فإن التحالف العربي أنفق على الضربات الجوية في اليمن خلال عامين 7 مليارات و560 مليون دولار، إلى 9 مليارات و360 مليون دولار.. وقال الخليج أونلاين إنه لا يمكن حساب بقية التكاليف العسكرية للحرب في اليمن؛ فجميع الأرقام والبيانات المتوفّرة حول كميات الأسلحة المستخدمة في الحرب وأنواعها وتكلفتها غير رسمية، ومبالغ في جزء كبير منها، بحسب ما يصف مراقبون عسكريون.
ولكن تكلفة الحرب لا تتوقّف على النفقات العسكرية فقط، فالسعودية قدّمت لليمن منذ بداية الحرب، عام 2015 حتى منتصف العام 2017، مساعدات تبلغ قيمتها 8.2 مليار دولار، وفق وزارة الداخلية السعودية.
ويُظهر جمع بسيط للأرقام سالفة الذكر أن التكلفة التقديرية للحرب في اليمن على دول التحالف تتراوح بين 85 ملياراً و760 مليون دولار، إلى 87 ملياراً و560 مليون دولار، بما لا يشمل الخسائر غير المباشرة المتعلّقة بتراجع الاستثمارات في السعودية على وجه التحديد، والزيادة في الإنفاق العسكري، والنقص في احتياطي النقد الأجنبي.
وفي استعراض سريع للبيانات التي تُظهر تأثّر اقتصاد السعودية بالحرب، نجد أن السعودية رفعت قيمة إنفاقها العسكري في العام 2015 إلى 82.2 مليار دولار، بعد أن كان قد بلغ في 2013، 59.6 مليار دولار فقط. كما أعلنت شركة “آي إتش إس” للأبحاث والتحليلات الاقتصادية أن مشتريات السعوديّة من السلاح قفزت بمعدل كبير، لتصبح المملكة المستورد الأول للسلاح على وجه الأرض في 2015، بقيمة 65 مليار دولار.